نون "لكن"، فتلاقت النونان فكان الإدغام. ونحوه قول القائل:
وترميننى بالطّرف أى أنت مذنبٌ | وتقليننى لكنّ إيّاك لا أقلى |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: فما العائد على (هُوَ) من الجملة بعده التي هي خبرٌ عنه؟ قلتُ: لا عائد على المبتدأ أبداًإذا كان ضمير الشأن والقصة؛ لأن المبتدأ إنما احتاج إلى العائد من الخبر إذا كانت جملةً؛ لأنها لست هي المبتدأ، نحو: زيدٌ قائمٌ أبوه؛ لأن "زيداً" ليس بقولك: "قائم أبوه" في المعنى، فاحتاجت إلى عود ضمير منها عليه ليلتبس ذلك الضمير بجملته. وأما ما نحن بصدده فهو الجملة نفسها.
قوله: (وترمينني بالطرف) البيت، تقلينني: أي: تُبغضينني. قيل: "لكن" وجهُه أن يكون أصله: لكنه إياك، على أن الضمير للشان، ثم حُذف. ولو قيل: إن الأصل: لكنني إياك، ثم حُذف اسم "لكن" وهو ضمير المتكلم مع نون الوقاية لكان وجهاً.
قوله: (وترمينني بالطرف). الأساس: ومن المجاز: رماه بعينه، ورماه بالفاحشة.
قوله: (أي: لكن أنا لا أقلبك). يريد: أن "إياك" ليس منصوبا بـ"لكن"، وهو ضمير مفعول قُدم على عامله، إما للاختصاص أو القافية.
قوله: (وقرئ: " لَكِن هُوَ اللَّهُ رَبِّي)، قال ابن جني: هي قراءة عيسى الثقفي، و"هُو":