ليس من كلام أم مريم، وقد روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزيد بن ثابت أنهما قرءا (والله أعلم بما وضعت) بإسكان العين وضم التاء وهي قراءة النخعي وعاصم والوقف على هذه القراءة ﴿من الشيطان الرجيم﴾.
ويجوز أن يكون ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾ من كلام أم مريم ويجوز أن يكون من كلام الله جل وعز، ﴿فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا﴾ قطع حسن على قراءة أهل الحرمين وأبي عمر ولأنهم قرأوا ﴿وكفلها﴾ وكذا على قراءة من قرأ وكفلها رواه عمر بن موسى عن ابن كثير وأبي عبد الله المدني وهب لغة حكاها أبو زيد ومن قرأ وكفلها وهي قراءة الكوفيين لم يقف على ما قبله وكذلك على قراءة مجاهد لأنه روى عنه أنه قرأ (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنا وكفلها زكريا) قال أبو جعفر: هذا دعاء معطوف بعضه على بعض وكذلك ما روى عن أبي (وأكفلها زكريا) فأما وكفلها زكريا فلحن لا يجوز لأن فعلا لا يتعدى وقولهم - كفل فلان جائز لأن هذا ليس يتعدى فأما، قول الشاعر:
إن الفرزدق صخرة عادية = طالت فليس تنالها الأوعالا
فمعناه طالب الأوعال من قولك طلت زيدًا أي صرت أطول منه وهذا فعلت وليس بفعلت ﴿إن الله يرزق من يشاء بغير حساب﴾
[١/ ١٣٣]