قال أحمد بن جعفر: ﴿ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا﴾ ها هنا التمام، قال (والمعنى) لهدمت صوامع وبيع: لضيعت وتركت، وكذا وصلوات، يريد: مواضع صلوات، ومساجد: أي عطلت فذلك هدمها.
قال أبو حاتم: ومن الكافي ﴿ولينصرن الله من ينصره﴾ قال أبو جعفر: وهذا القول خطأ عند أبي إسحاق لأن ﴿الذين إن مكناهم في الأرض﴾ بدل من (من) وكذا عند جماعة غيره لأنهم جعلوا ﴿الذين إن مكناهم﴾ بدلا من الذين يقاتلون.
والمعنى على هذا القول عند أهل التأويل وأهل النظر كما روى عن عثمان رضي الله عنه أنه خاطب الذين أردوا قتله فقال: فينا نزلت ﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا﴾ إلى ﴿ولله عاقبة الأمور﴾ فقال: نحن الذين قوتلنا وظلمنا وأخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن قلنا ربنا الله فنصرنا الله جل وعز ومكننا في الأرض فأقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر وهذه لي ولأصحابي وليست لكم.
قال أبو صالح: هذا في محمد وأصحابه فعلى قول أهل التأويل أن الكلام كله متصل متعلق بعضه ببعض وكان خاصًا على هذا، وكان الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ومكن لهم في الأرض على هذه