ثانياً: تعريف المباهلة إصطلاحاً:
قال أسعد حومد رحمه الله والمباهلة: أن يجتمع فريقان يختلفان في أمرٍ، ثم يبتهلان إلى الله بأن يجعل لعنة الله على الكاذبين" (١).
وهناك تعريف أشمل للمباهلة لأحد المعاصرين أضاف فيه على ما سبق من التعريفات بقوله: والمباهلة: "دعاء الفريقين المتكاذبين، كلاً بالهلاك على الطرف الكاذب وذريته" (٢).
فتبين من التعريف الاصطلاحي أن المباهلة، والابتهال، والتباهل، ووتباهل القوم بعضهم بعضاً: أي التضرع والاجتهاد في دعاء الله أن يلعن الظالم منهما، وهي بمعنى واحد مع التعريف اللغوي.
ثالثاً: طريقة المباهلة:
أن يوجد طرفان مختصمان والحق مع أحدهما، فيعقدان في اجتماعاً بينهما ويأتون بأنفسهم وأبناءهم ونساءهم ثم يتضرعون إلى الله بالدعاء أن يلعن الكاذب منهما، ويكون لهذه المباهلة سبب، ونتيجة. فالسبب: هو ما اختلف عليه الطرفان أحدهما على باطل.
والنتيجة: هو ما يحصل فيها من ثبات ورسوخ لعقيدة أحدهما، وبيان صدقه، وفي المقابل: إبطال عقيدة الآخر، وبيان كذبه، واستحقاقه للعنة ونزول العذاب، وهذا هو ما حصل من تراجع للطرف الآخر وهم: (النصارى) حينما باهلوا الرسول - ﷺ -، فدعاهم أن يأتوا بأبناءهم ونساءهم وأنفسهم، ويدعون الله أن يلعن الكاذب منهما وذريته! فلاذوا بالفرار، وخافوا ولم يباهلوه حينما تأكدوا أنه سيكون فيها المفاصلة بين طرفي الحق والباطل، وتبين موقفهم من هذا الخطاب القرآني بتراجعهم، وأنهم يعرفون صدق نبوة عيسى - عليه السلام - وصدق رسالة محمد - ﷺ -، فاستحقوا اللعنة هم ومن وافقهم من اليهود، واستحق اللعنة كل من استمر على قولهم بعد بيانه وتوضيحه من الله تعالى، ومن رسوله - ﷺ -، ولا تكون هذه المباهلة إلا في المسائل الاعتقادية القاطعة التي لا تقبل الاجتهاد، والتي لا تحتمل إلا قولاً واحداً، ولا يكون فيها أكثر من قول، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٣).
_________
(١) انظر: أيسر التفاسير (١/ ٣٥٥) المؤلف: أسعد حومد، مصدر الكتاب: موقع التفاسير http://www.altafsir.com
(٢) انظر: منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر، (ص: ٢٤٤)، المؤلف: عدنان بن محمد آل عرعور، الطبعة الأولى ١٤٢٦ هـ ٢٠٠٥ م.
(٣) سورة آل عمران الآية: (٦٢).