الحديث، وقد كنت أعرف من بعض الترجمات أن القرآن يسوق كل أنواع الظواهر الطبيعية، ولم أكن أملك منها إلا معرفة جزئية، ولكن بعد تدقيق النص العربي بإمعان شديد قمت بجردة شاملة استبان لي منها أنه ليس في القرآن تأكيد يمكن أن ينتقد من الوجهة العلمية في هذا العصر الحديث، وقد قمت بالتدقيق ذاته للعهد القديم والأناجيل بالموضوعية نفسها، فلم يكن ثمة بالنسبة (للعهد القديم) ما يحوج الانتقال إلى أبعد من سفر التكوين للوقوف على تأكيدات مناقضة لمعطيات العلم المعترف بها في هذا العصر، ويغرق المرء دفعة واحدة لدى فتح الأناجيل عند نسب المسيح الذي يبدو من الصفحة الأولى في مشكلة مهمة، هي أن نص إنجيل متى هو في هذه النقطة متناقض صراحة مع نص إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير واضح التناقض مع المعارف الحديثة المتصلة بقدم الإنسان على الأرض" (١).
فتبين من هذه الشهادة أن القرآن الكريم هو الكتاب الحق الذي لا يمكن أن ينتقد في أي شيء مما جاء فيه، خاصةً فيما يتعلق بالأمور العلمية، والقرآن الكريم لا يمكن أن ينتقد من الوجهة العلمية، على العكس من أسفار العهد القديم وأناجيل العهد الجديد التي هي متناقضة شكلاً وموضوعاً فيما بينها وفيما يتعلق بالحقائق العلمية.
وقال أيضاً: "وهكذا فإنه يبدو لنا أن القران هو الوحي المكتوب الذي لاشك فيه، والذي كان معصوماً من كل خطأ علمي" (٢).
وهذا شاهد على أن القرآن الكريم هو الوحي المكتوب والمعصوم من كل خطأ علمي.
وقال أيضاً: " وهكذا فقد توفر للقرآن من البداية عنصرا الأصالة اللذان لم يكونا أبداً متوفرين للأناجيل." (٣)، والمقصود بعنصرا الأصالة هي الكتابة والحفظ.
_________
(١) انظر: التوراة والإنجيل والقرآن الكريم والعلم، (ص: ٢٠٢١) المؤلف: الطبيب والعالم الفرنسي الدكتور موريس بوكاي، الناشر: المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة عام (١٤١١ هـ ١٩٩٠ م)، ترجمة: حسن خالد مفتي لبنان.
(٢) المصدر نفسه (ص: ٢٩٠).
(٣) المصدر نفسه (ص: ١٥٨).


الصفحة التالية
Icon