المختلفة التي لم يطلع عليها البشر إلا في القرن العشرين، بقوله: " من الصعب أن نفترض أن هذا النوع من المعرفة كان موجوداً في ذلك الوقت منذ ١٤٠٠ سنة، ولكن بعض الأشياء تتناول فكرة عامة، ولكن وصف هذه الأشياء بتفصيل كبير أمر صعب جداً، ولذلك فمن المؤكد أن هذا_ يقصد القرآن_ ليس علماً بشرياً بسيطاً، لا يستطيع الإنسان العادي أن يشرح هذه الظواهر بذلك القدر من التفصيل، ولذلك فقد فكرت في قوة خارقة للطبيعة خارج الإنسان، لقد جاءت المعلومات من مصدر خارق للطبيعة" (١).
وقد قدم البروفسور الأمريكي بالمار (٢) بحثاً في مؤتمر الإعجاز العلمي المنعقد في القاهرة عام (١٩٨٦ م) واختتمه بقوله: " أنا لا أعلم المستوى الثقافي الذي كان عليه الناس في زمن محمد - ﷺ - ولا أدري في أي مستوى علمي كانوا، فإذا كان الأمر كما نعرف عن أحوال الأولين والمستوى العلمي المتواضع، والذي ليس فيه هذه الإمكانيات، فلا شك أن هذا العلم الذي نقرؤه الآن في القرآن هو نور من العلم الإلهي قد أوحي به إلى محمد " (٣).
وهذا العالم النصراني بالمار وغيره يعترفون بأن القرآن قد تحدث عن مجموعة من الظواهر العلمية التي لا يمكن للبشر معرفتها والاطلاع عليها قبل مئات السنين، وأكد أنه لا يمكن للبشر معرفتها بعلمهم البسيط، بل هذه المعلومات بتفاصيلها التي جاء بها القرآن هي معلومات خارقة لعادة البشر، كما قال بالمار: ولا ندري ماهو المستوى الثقافي الذي عرفه الناس في عهد محمد - ﷺ - مما يؤكد على أن هذا القرآن نور من الله أوحاه لمحمد - ﷺ -.
وهذا شهادة للشاعر المعاصر نقولا حنّا الذي كان نصرانياً، وحينما قرأ القرآن الكريم وتأثر به أعلن إيمانه بالقرآن وبالرسول - ﷺ - بقوله": قرأت القرآن فأذهلني، وتعمقتُ به ففتنني، ثم أعدت القراءة فآمنت بالقرآن الإلهي العظيم، وبالرسول من حمله النبي العربي الكريم... إلى أن يقول: وكيف لا أومن ومعجزة القرآن بين يديَّ أنظرها وأحسها كل حين؟ ! هي معجزة لا كبقية المعجزات.. معجزة إلهية خالدة تدل بنفسها عن نفسها، وليست بحاجة لمن يحدث عنها أو يبشر بها... وكم احتاجت وتحتاج الأديان السابقة إلى علماء ومبشرين وشواهد وحجج وبراهين لحض الخلق على اعتناقها، إذ
_________
(١) انظر: دلائل النبوة (١/ ١١٨)، المؤلف: الدكتور منقذ بن محمود السقار.
(٢) بالمار هو من أشهر علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان رئيس اللجنة التي أشرفت على الاحتفال السنوي للجمعية الجيولوجية الأمريكية، انظر: إنه الحق، (ص: ٣٢) للشيخ الزنداني، مفرغ من شريط فيديو إنه الحق.
(٣) انظر: دلائل النبوة (١/ ١١٨) مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon