الفرع الثالث: أمثلة على محاولتهم التحريف بالتقديم والتأخير:
ومن تحريف أهل الكتاب للقرآن الكريم قيامهم بالتقديم والتأخير لبعض الكلمات في بعض الآيات؛ ليتمكنوا من الطعن في القرآن الكريم، ومن ذلك:
قوله تعالى: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ﴾ (١)، فقاموا بتحريف هذه الآية بأن قدموا المسكنة على الذلة لتصبح الآية (وضربت عليهم المسكنة والذلة).
قوله تعالى: ﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ (٢). فقاموا بالتقديم لكلمة: (الحق) على كلمة: (الموت) لتكون الآية: (وجاءت سكرة الحق بالموت) (٣)، وكل هذه الأدلة تؤكد لنا استمرارهم في إلباس كلام الله الحق بغيره من الباطل، حتى يتمكنوا من الطعن في صحة القرآن مع تداول الأيام.
الفرع الرابع: أمثلة على محاولتهم التحريف بالزيادة:
ومن محاولاتهم الآثمة لتحريف القرآن الكريم عن مواضعه أنهم قاموا بزيادة بعض الكلمات في القرآن الكريم، بل قاموا بالزيادة لسوركاملة في القرآن، وسنذكر أمثلة للأمرين فيما يلي:
أولاً: الزيادة في كلمات القرآن الكريم فمنه:
قوله تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ (٤).
فقاموا بزيادة جملة: (وهو أب لهم) بعد الآية السابقة لتصبح الآية: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) (٥).
ثانياً: الزيادة في سور القرآن الكريم:
وإن من قبيح وجرم أهل الكتاب أنهم قاموا في فرقانهم المكذوب بوضع وافتراء مجموعة من المقاطع (السور)، وسموها بأسماء بعض سور القرآن، كسورة الفاتحة، أو الأنبياء، كما افتروا لبعض السور القرآنية أسماء أخرى موضوعة كسورة المحبة، وسورة الزنا، وسورة المسيح، ومن غريب افترائهم وكفرهم أنهم كتبوا مجموعة من السطور وسموها بسورة الأنبياء، وفيها الكثير من الشرك والكفر بالله، والطعن في القرآن الكريم، كما أن فيها اتهاماً للرسل بالإفك، وصدق الله القائل: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ
_________
(١) سورة البقرة الآية: (٦١).
(٢) سورة ق الآية: (١٩).
(٣) انظر: القرآن ونقض مطاعن الرهبان (ص: ٦٤٧ - ٦٤٨) مرجع سابق.
(٤) سورة الأحزاب الآية: (٦).
(٥) انظر: القرآن ونقض مطاعن الرهبان (ص: ٦٤٧ - ٦٤٨) مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon