"نعبدك، ونستعينك" ولا "نعبد إياك، ونستعين إياك" فيجب إتباع لفظ القرآن، قال العجّاج:
إياك أدعو فتقبل ملقي فاغفر خطاياي وكثر ورقي (١).
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ أي بك يا ربنا نستعين على طاعتك وعبادتك، وعلى كل أمورنا في حالنا ومستقبل عمرنا.
اللهم إياك نعبد وحدك لا شريك لك، مخلصين لك العبادة، دون ما سواك من الآلهة والأوثان، فأعنا على عبادتك، ووفقنا لما وفقت له من أنعمت عليهم من أنبيائك ورسلك وأهل طاعتك، من السبيل والمنهاج (٢).
النظرة السادسة والعشرون
تفسير: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
لما أكمل الله بيان الأحكام والحلال والحرام، وأقام الحجة بأوضح ما يكون البيان والبرهان، وجه عباده إلى طلب المزيد من الهداية والتوفيق والثبات كما قال ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير هذه الآية: ألهمنا الطريق الهادي، وهو دين الله الذي لا عوج فيه (٣)، وهو دين الإسلام، وقد فسره بذلك جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - فقال: "الصراط
_________
(١) في ديوانه (١/ ١٧٨) وفي الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٤٥).
(٢) جامع البيان (١/ ١٦٧، ١٦٩).
(٣) أسنده أبو جعفر الطبري (١/ ١٦٦، ١٧٤).