﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ وهنا يتكرر السؤال وطلب العافية، فكما سألوه تعالى أن يهديهم سبيل المؤمنين، سألوه تعالى ألا يضلهم، كما دعوه فقالوا: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ (١).
والمغضوب عليهم: هم العصاة بمختلف معاصيهم، داخلون في غضب الله - عز وجل - بتفاوت، فأعلاهم اليهود، وأدناهم مرتكب الذنب، فالله - عز وجل - يغضب من عمل الذنوب وإن قلَّت.
والضالون: هم الجهّال، أعلاهم النصارى، ضلوا طريق الحق، وأدناهم الجهال من العوام، الذين يجهلون أمور دينهم ودنياهم، وقد ذهب الجمهور من العلماء رحمهم الله إلى أن ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ هم اليهود لتكذيبهم وقتلهم الأنبياء بغير حق، ولقولهم في عيسى - عليه السلام -: إنه ابن زانية، فكذبوا الله، ورموا عيسى وأمه، وتجاسروا على الله سبحانه وتعالى فقالوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ (٢)، وقالوا: {يَدُ اللَّهِ
_________
(١) الآية (٨) من سورة آل عمران.
(٢) من الآية (١٨١) من سورة آل عمران.


الصفحة التالية
Icon