حال المخلوق لهذا التكليف الشرعي: وهم بنوا آدم وهم قسمان: قسم استجاب لهذا التكليف، فسلك الصراط المستقيم وهم الذين أنعم الله عليهم، وذلك في قوله تعالى: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ وهم الأنبياء والرسل، والصديقون والشهداء والصالحون، وعباد الله المؤمنون به وبأنبيائه وكتبه ورسله، السالكون صراطه المستقيم، بعملهم بأحكام الإسلام.
وقسم لم يستجب لداعي الشرع، وتنكب الصراط المستقيم، وخرجوا عن الجادة وهم الذين عرّف حالهم بقول الله تعالى: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)﴾ ومن هذا يظهر لنا أن من مقاصد الفاتحة ما يلي:
المقصد الأول:
تحديد مسمى الإله وأنه (الله - عز وجل -) وحده لا شريك له، المتفرد بصفات الكمال والجلال، والخلق والإيجاد من العدم، والربوبية المطلقة لجميع المخلوقات، تضمن هذا قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وهذا جلي يعلمه أبسط الخلق، وفي هذا المقصد الرد على المشركين والملحدين، الزاعمين أن قوة خفية تدبر هذا العالم، وحاروا في تحديدها، وهذا من عمى البصائر