تخالف ما أنزل الله، من الناعقين والناعقات من المتبعين لأهوائهم في عالم اليوم المليء بالمتناقضات، وتصارع الأفكار والحضارات تضمن هذا قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾.
المقصد الخامس:
بيان أنه لا يستحق أحد العبادة إلا الله وحده لا شريك له، فهو المعبود بحق على وجه الخصوص، فكل معبود سوى الله - عز وجل - باطل، وكل من عبد غير الله فقد ضل سبيل الرشاد، وسلك مسالك أهل الغي والعناد، وفي هذا المقصد رد على الذين يتعبدون عند القبور بالذبح، والذكر ودعاء الأموات، والتقرب إلى الأولياء، وطلب قضاء الحاجات منهم، وهذا كله من صرف العبادة لغير الله - عز وجل -، ولما كان الدعاء من العبادة نصّفه الله - عز وجل - في الفاتحة فجعل النصف الأول منه مجمع الثناء عليه تعالى، والنصف الثاني من الدعاء مجمع حاجات العباد كل ذلك يتوجهون به إلى ربهم وخالقهم تمجيدا وثناء عليه وطلبا واستجداء منه تعالى (١)، وفي الآية رد على المبتدعة من الجبرية والقدرية (٢).
_________
(١) الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٤٧).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٤٥).


الصفحة التالية
Icon