جمعا من الصحابة والأئمة قالوا بهذا (١)، وقال: وقد أخرج الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه، ما يرفع الخلاف ويزيل كل احتمال ـــ فذكر بسنده ـــ من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: (لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد لله وسورة في فريضة أو غيرها) (٢).
وحيث إن مقصدنا بيان الأصح من أقوال العلماء، وما أيده الدليل، ولزوم الاختصار نكتفي بما ذكرنا، وإلا فالنصوص الدالة على وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة كثيرة، سواء في حق المأموم أو المنفرد، ومنها ما ثبت في صحيح الإمام مسلم: أنه - ﷺ - قال للذي علمه الصلاة: (وافعل ذلك في صلاتك كلها) (٣)، وأخرج أبو داوود رحمه الله، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري قال: "أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح، أقام أبو نعيم المؤذن الصلاة، فصلى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه حتى صففنا خلف أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادة يقرأ أم القرآن، فلما انصرفت قلت لعبادة: سمعتك تقرأ بأم القرآن، وأبو نعيم يجهر؟، قال: أجل، صلى بنا رسول
_________
(١) الجامع لأحكام القرآن (١/ ١١٩).
(٢) سنن ابن ماجة، حديث (٨٣٩) في إسناده أبو سفيان السعدي طريف ابن شهاب، ضعيف لكن تابعه قتادة، أخرجه ابن حبان، انظر (٣/ ١٤٠) من الإحسان بترتيب صحيح بن حبان.
(٣) صحيح الإمام مسلم، حديث (٤٥).


الصفحة التالية
Icon