الله - ﷺ - بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة قال: فالتبست عليه القراءة، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه فقال: هل تقرءون إذا جهرت بالقراءة؟، فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك، قال: فلا، ـــــــــ وأنا أقول: ما لي ينازعني القرآن ـــــــــ فلا تقرءوا بشئ من القرآن إذا جهرت إلاّ بأمِّ القرآن" (١)، وقال أبو داود: وهذا أصح، والعمل على هذا الحديث في القراءة خلف الإمام، عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - ﷺ -، وهو قول مالك بن أنس، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق (٢).
وقال الدارقطني بعد أن أخرج الحديث من طريق محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود: هذا إسناد حسن، وقال بعد أن أخرجه من طريق زيد بن واقد، عن مكحول به: كلهم ثقات ـــ يعني رجال إسناده ـــ وقال عن محمود بن الربيع الأنصاري: وكان يسكن إيليا (٣)، وعن أبي نعيم: وكان أبو نعيم أول من أذن في بيت المقدس (٤)، واعتقد أنه من كلام الدارقطني وإلا لما حكم على الإسناد بأن رجاله ثقات.
_________
(١) سنن أبي داوود، حديث (٨٢٤).
(٢) سنن الترمذي، حديث (٣١١).
(٣) بكسر أوله واللام، وياء وألف ممدودة، إسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله (معجم البلدان ١/ ٢٩٣).
(٤) سنن الدارقطني، حديث (٥، ٦) وانظر الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٢٠).