سواه من المعاصي، فمن العلماء من يقطع بقبولها، ومنهم من لا يقطع بقبول ذلك ويظنه ظنًا، وهذا عندي هو الأصح لأن هذا لا يعرف من طريق العقل وإنما يلجأ فيه إلى السمع والظواهر التي أتت بالقبول ليست بعوض لاحتمال التأويل، وإنما هي عمومات معرضة للتأويل؛ كقوله تعالى: ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده﴾ [الشورى: ٢٥]، فكيف يصح القطع مع ذلك، والسوء في الآية يعم الكفر والمعاصي.
وقوله: ﴿يجهله﴾ اختلف في معناها، فقيل: الجهالة السفاهة، قاله جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: اجتمع أصحاب سيدنا محمد ﷺ على أن كل معصية فهي جهالة عمدًا كانت أو جهلًا. وقال به ابن عباس ومجاهد والسدي. وروي عن مجاهد والضحاك أنهما قالا: الجهالة هنا العمد، وقال عكرمة: أمور الدنيا كلها جهالة يريد


الصفحة التالية
Icon