صفرًا، ثم كذلك في سائر الأشهر الحرم، فنهى الله تعالى عن ذلك بقوله: ﴿إنما النسيء زيادة في الكفر﴾ [التوبة: ٣٧]، وجعل المحرم أول الشهور من حيث كان الحج الموسم غاية العام، ولذلك دون به عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدواوين، فمعنى الآية لا تحلوا هذه الأشهر بقتال ولا غارة ول تغيير، فإن ذلك استحلال لحرمتها.
وقيل: الشهر الحرام في هذه الآية رجب، وإنما خصصه الله تعالى بالذكر تشريفًا لأمره؛ لأنه مختصًا بقريش، ثم فشا في سائر مضر، يدل على هذا قول الأحوص.

وشهر بني أمية والهدايا إذا حبت مضرجها الدماء
وإنما نسبه إلى بني أمية لأنها من قريش، فخصص تعالى هذا الشهر تأكيدًا له، إذ لم تكن العرب مجمعة عليه. وقيل: الشهر الحرام في هذه الآية ذو القعدة، من حيث كان أولها، كذا قال بعضهم، فالمعنى في


الصفحة التالية
Icon