وقوله تعالى: ﴿ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله﴾ فيه تأويلان: أحدهما: ما أمر الله تعالى بنسخه من شرائعهم. والثاني: ما أحله لهم وحرمه عليهم.
وقوله تعالى: ﴿ولا يدينون دين الحق﴾ فيه أيضًا تأويلان: أحدهما: ما في التوراة والإنجيل من اتباع الرسول وهذا قول الكلبي. والثاني: الدخول في دين الإسلام وهو قول الجمهور.
وقوله تعالى: ﴿من الذين أوتوا الكتاب﴾ فيه تأويلان أيضًا: أحدهما: من أبناء الذين أوتوا الكتاب. والثاني: أنهم من الذين بينهم الكتاب لأنهم في اتباعه كإتيانه.
وقوله تعالى: ﴿حتى يعطوا الجزية﴾ فيه تأويلان أيضًا: أحدهما: حتى يدفعوا الجزية، ، الثاني: حتى يضمنوها. وفي الجزية تأويلان أيضًا أحدهما أنها من الأسماء المجملة، والثاني أنها من الأسماء العامة. والجزية تؤخذ من الكفار سميت بذلك لأنها جزاء على الكفر. وقيل هي مشتقة من الاجتزاء الذي بمعنى الكفاية، أي أنها تكفي من يوضع ذلك فيه من المسلمين أو تجزئ عن الكافرين عصمتهم.
وقوله تعالى: ﴿عن يد﴾ فيه ست تأويلات: أحدها: عن غنى وقدرة. والثاني: أن يعتقدوا أن لهم في أخذها منهم يدًا عليهم. والثالث: أن يريد سوق الذمي لها بيده لا مع الرسول ليكون ذلك إذلالًا له. والرابع: أن يريد عن قوة منكم عليهم وقهر. والخامس: أن يريد أن ينفذوها ولا يؤخروها كما تقول بعثه يدًا بيد. والسادس: أن يريد عن استسلام منهم وانقياد.
وقوله تعالى: ﴿وهم صاغرون﴾ فيه ثلاث تأويلات: أحدها: إذلالًا مستكينون، ، الثاني: أن تجري عليهم أحكام الإسلام، والثالث: -وجاء هذا عن عكرمة- أن يكون قابضها جالسًا والدافع من أهل الذمة قائمًا. وهذه