المعنى على ما كان عليه قيل لهم هذا لا يجوز لما فيه من حذف الموصول وبقاء الصلة. واختلف في المجوس هل تؤخذ منهم جزية أم لا، فمن ذهب إلى أنهم أهل كتاب -وهو يروى عن علي رضي الله تعالى عنه وهو أحد قولي الشافعي- فيرى أخذ الجزية منهم بنص القرآن، ويروى أنه بعث فيهم نبي يقال له زرادشت. ومن لم يرهم أهل كتاب فجمهورهم يقول أخذ منهم الجزية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب)) فيوجب أخذ الجزية منهم بالسنة ويراها قاضية على دليل خطاب الآية. ومنهم من لا يرى أخذ الجزية منهم ويقدم دليل الخطاب على ما جاء من السنة أو يتأول السنة، وقد ذكره اللخمي عن ابن الماجشون وقال لا تؤخذ الجزية من مجوس العرب وتقبل من غير مجوس العرب، وإليه ذهب ابن وهب قال وقد قبلها النبي ﷺ من مجوس هجر ولم يقبلها من غيرهم.
وقد حكى بعضهم الإجماع في أن المجوس تقبل منهم الجزية، وليس بصحيح لما قدمناه. واختلف في الكتابيين من العرب هل تؤخذ منهم جزية جملة أيضًا، وعند الشعبي أنهم إن كانوا قد دانوا بذلك الدين بعد نزول القرآن فلا تقبل منهم جزية وإن كانوا قد دانوا به قبل نزول


الصفحة التالية
Icon