وقوله تعالى: ﴿وأوفوا بالعهد﴾، ﴿وأوفوا الكيل﴾ [الإسراء: ٣٥] وقد مضى معنى هذا كله في ما تقدم.
(٣٦) - قوله تعالى: ﴿ولا تقف ما ليس لك به علم﴾:
هذه الآية بالجملة تنهى عن قول الزور والقذف وما أشبه ذلك من الأول من الأقوال، ويحتج به نفاة القياس.
(٥٣) - قوله تعالى: ﴿وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن﴾:
اختلف في معنى قوله تعالى: ﴿التي هي أحسن﴾ فقيل: قول لا إله إلا الله، فعلى هذا يريد بعبادي جميع الخلق. وقيل المجاورة الحسنة، قال الحسن: يرحمك الله ويغفر لك، وعلى هذا يكون عبادي خاصًا بالمؤمنين وتكون الآية كقوله عليه الصلاة السلام: ((وكونوا عباد الله إخوانًا)) ثم اختلف الذين ذهبوا إلى هذه في الآية هل هي منسوخة أو محكمة؟ فذهب قوم إلى أنها محكمة وقالوا في معناها: إن الله تعالى أمر المؤمنين فيما بينهم بحسن الأدب وخفض الجناح وإلانة القول ونحو ذلك. وذهب قوم إلى أنها منسوخة وقالوا في معناها إنما أمر الله فيها المؤمنين بإلانة القول للمشركين بمكة أيام المهادنة. وسبب الآية أن عمر بن الخطاب شتمه بعض الكفرة فسبه عمر وهم بقتله فكاد أن يثير فتنة فنزلت الآية ثم نسخت بآية القتال. والقول في قوله تعالى: ﴿وما أرسلناك عليهم وكيلًا﴾ [الإسراء: ٥٤] كالقول في هذه.
(٦٦) - قوله تعالى: ﴿ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله﴾:
قوله: ﴿لتبتغوا من فضله﴾ كلام يعم التبخر وطلب الأجر من حج أو


الصفحة التالية
Icon