وخصه بعضهم ببني آدم وقوله تعالى: ﴿ثم من علقة﴾ يريد الدم الذي تعود النطفة إليه، والعلق الدم العبيط. وقيل العلق الشديد الحمرة فسمي الدم بذلك. وقوله تعالى: ﴿من مضغة﴾ يريد مضغة على قدر ما يمضغ.
قال زهير:

تلجلج مضغة فيها أنيص أطلت فهي تحت الكشح داء
وقوله تعالى: ﴿مخلقة وغير مخلقة﴾: قال مجاهد مصورة وغير مصورة، وقال قتادة تامة الخلق وغير تامة الخلق، وقال الشعبي: النطفة والعلقة والمضغة إذا بلغت في الخلق الرابع كانت مخلقة، وإذا نزفها الرحم قبل ذلك كانت غير مخلقة. واختلف في الذي نعت به مخلقة وغير مخلقة. فقيل ذلك من نعت مضغة، وقيل من نعت نطفة، وعلى قول الشافعي من نعت النطفة والعلقة والمضغة. وقد اختلف في الذي تكون به الجارية أم ولد اختلافًا كثيرًا. فذهب ابن القاسم -ورواه عن مالك- إلى أنها تكون أم ولد بالعلقة وقد ذكرنا أن العلقة الدم والمضغة ما فوقها. وقال أشهب لا تكون أم ولد بالعلقة -يريد والله تعالى أعلم- أنها تكون أم ولد بالمضغة فأعلى، وهو قول الأوزاعي وغيره.
وذهب الشافعي إلى أنها لا تكون أم ولد حتى يتم شيء من خلقه، عين أو ظفر أو ما أشبه ذلك، وهو قول أبي حنيفة. والأظهر مذهب مالك


الصفحة التالية
Icon