(٤٨) - قوله تعالى: ﴿وأنزلنا من السماء ماء طهورًا﴾:
الطهور بناء مبالغة في الظاهر وهو مقتضي عند أكثر الفقهاء الطهارة والتطهير خلافًا لمن لا يرى أنه لا يقتضي إلا الطهارة الخاصة. وقد تقدم الكلام على هذه المعنى.
(٦٣) - قوله تعالى: ﴿وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وإذا خاطبهم﴾:
مدح الله تعالى عباده بالمشي هونًا. فمن الناس من رد الهون إلى أخلاق الماشي ومنهم من رده إلى المشي. ومن رده إلى الأخلاق اختلفوا في العبارات عن تفسيره والمعنى واحد. فقال مجاهد بالحلم والوقار. وقال ابن عباس بالطاعة والعفاف والتواضع. وقال الحسن: حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا. ومن رده إلى المشي قال: مشيًا هونًا أي رويدًا. وروي عن الزهري أنه قال سرعة المشي يذهب بها بهاء الوجه. وهذا ضعيف إذ رب ماش هذه المشية وهو خداع مكار. قال بعضهم:
كلهم يمشي رويدًا... كلهم يطلب صيدًا
وقد كان النبي ﷺ يتكفأ في مشيه كانه يمشي في صبب. وقال زيد بن أسلم: كنت أسأل عن هذه الآية فما وجدت في ذلك شفاء فرأيت في النوم من جاءني فقال: هم الذين لا يريدون أن يفسدوا في الأرض فهذا التفسير راجع إلى الخلق.


الصفحة التالية
Icon