الآية السادسة: قوله تعالى: ﴿فاعف عنهم واصفح﴾ الآية. قال بعضهم فيها خمسة أقوال: الأول قال قتادة هي منسوخة بقوله تعالى: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر﴾ الآية.
الثاني: أنها منسوخة بقوله تعالى: ﴿وإما تخافن من قوم خيانة﴾.
الثالث: قال ابن عباس: هي منسوخة بقوله تعالى: ﴿فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم﴾.
الرابع: أنها مخصوصة نزلت في قوم من اليهود أرادوا الغدر بالنبي ﷺ فنجاه الله منهم وأمر بالعفو ما داموا على الذمة، وهو الصواب.
الخامس: أنها مخصوصة في الزمان، التقدير فاعف عنهم ما دام بينكم وبينهم عهد.
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه:
لا إشكال في أن هذه الآية نزلت في اليهود من قوله: ﴿ولقد أخذ افلله ميثاق بني إسرائيل﴾ إلى قوله تعالى: ﴿المحسنين﴾ ولا خلاف أن النبي ﷺ لما ورد المدينة عقد العهد بينه وبين قريظة والنضير وبني قينقاع يهود المدينة بأجمعهم وبعد أن نفذت العهود بينه وبينهم كان منهم من يفي بعهده ومنهم من يخيس به وينافق عليه كما فعل من أظهر الإسلام من الأنصار، فقد كان جلهم مخلصا في إيمانه وقد كان منهم من ينافق بدينه فأمر النبي ﷺ بالصبر على خيانة


الصفحة التالية
Icon