وهم: في تأويل قوله تعالى: ﴿لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم﴾ قال بعضهم هذا المعنى نسخ بالأمر بالقتال.
قال القاضي محمد بن العربي:
هذا كلام من بينه وبين فهم القرآن حجاب. قال ابن عيينة في قوله عليه السلام: ليس منا من لم يتغن بالقرآن: ألا تراه قد قال: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم. لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم﴾ فأمره بالاستغناء عن المال بالقرآن ولله در هذا الإمام فلقد استقبل المعنى من الامام، ألا ترى إلى قوله تعالى في سورة طه: ﴿ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه﴾ فبين أنه نهاه عن امتداد عينيه إلى متاعهم لأنه دنيا لا لأنه لهم، ولعمر الهكم لقد نهي المكلف عن الامتداد إلى متاع غيره بالنظر في انتقاله إليه نهيا جزما ونهي عن الامتداد بالنظر إليه على وجه التمني لمثله نهيا جزما ونهي عنه النبي ﷺ تشريفا وتكريما لرفع المنزلة وجلالة المرتبة وتمكين المكانة فإنه ملك الآخرة، وقيل لنا نحن نصحا وتنبيها: كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا. فلما جهل المغبون هذا كله قال إن معنى الآية منسوخة وأنه لما أمر ﷺ بقتالهم جاز أن يتمنى انتقالهم أموالهم إليه. وهذا فاسد فإن النهي باق كما كان بدليل سورة طه، لأن هذا التمنى لم ينه قط عنه لا قبل القتال ولا بعده لأمر يتعلق بالملاك، وإنما كان يتعلق بالأملاك وهي كونها زينة الحياة الدنيا، قال لنا الفقيه أبو الفضائل بن طوق