بموجب نسخها لأن النسخ لا يكون إلا في التكليف لا في العذاب، ولو قلنا إن المتقين مستثنون من الواردين، لم يكن ذلك أيضا نسخا، وإنما يكون تخصيصا للعموم المقتضي بظاهره لورد الكل على النار. وبعد هذا فلا بد من الإشارة إليها ببعض كلامنا فيها لئلا يبقى الإيهام في قلوبكم منها.
اختلف الناس في معنى هذه الآية على ثلاثة أقوال:
الأول: قال ابن عباس رضي الله عنه، يدخل الخلق بأجمعهم النار ثم يخرجون منها، قال له نافع بن الأزرق، الم يقل الله ﴿لا يسمعون حسيسها﴾ فغضب ابن عباس وقال له: ويلك يا مجنون أين أنت عن قوله تعالى: ﴿فأوردهم النار﴾ وقال تعالى: ﴿حصب جهنم أنتم لها واردون﴾ وقال تعالى: ﴿يقدم قومه يوم القيام فأوردهم النار﴾ أما أنا وأنت فسند خلها فانظر هل تخرج منها أم لا وما أرى الله بمخرجك منها لتكذيبك، فضحك نافع.
الثاني: قال ابن رواحة وغيره ورودها المرورد عليها.
الثالث: أن المراد بورود الكل لها عموم أخذ الحمى لكل أحد وهي حظه من النار. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن الورود هو المرو عليها وهو الصحيح، فأما الدخول فلا سبيل إليه من جهة الشرع، وقد قال الله تعالى: