﴿أنتم لها واردون﴾ ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون﴾ فخصت الآية الثانية الأولى، وبينت السنة ذلك: ففي الصحيح أن أهل بدر والحديبية لا يدخل أحد منهم النار. وقال فيه ﷺ يوضع الصراط على متن جهنم أرق من الشعر وأحد من السيف، عليه كلاليب مثل شوك السعدان يخطف الناس بأعمالهم فيمر عليه الخلق كالريح المرسلة وكالبرق الخاطف وكاجاويد الخيل فناج مسلم ومخدوش مرسل، ومكردس في النار وذكر حديث الشفاعة وأنه يخرج منها من قال لا إله إلا الله، وآخر رجل يخرج منها صاحب الشجرة، وقد قال الله العظيم لنبيه عليه السلام: ﴿لتبين للناس ما نزل إليهم﴾ ومن أخذ القرآن دون السنة أو السنة دون القرآن فقد جهل وهما نور على على نور يهدي الله لنوره من يشاء هذا وكلمة ورد إنما تقتضي الوصول إلى المكان لا دخوله وأبعد الوجوه أن الكلمة تقتضي الدخول وهي مجاز في الوصول فإن لم تقتض الدخول فلا حجة فيها وإن اقتضت الدخول كنا بين مسألتين واضحتين إحداهما أن تحمل الكلمة على المجاز بدليل السنة أو تبقى حقيقتها وتخص هذا العموم في المتقين بقوله تعالى: ﴿ثم ننجي الذين اتقوا﴾ وبقوله: ﴿لا يسمعون حسيسها﴾ وبنصوص أحاديث الشفاعة الجلية المفسرة للمشكل. هذا لباب النظر وبالله التوفيق.
الآية الرابعة قوله تعالى: ﴿قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا﴾ قال قوم: نسختها آية السيف.


الصفحة التالية
Icon