والإهمال، ألا ترى إلى ما روى مالك في الموطأ وغيره أن ناقة لآل البراء أفسدت حائطا لقوم فقضى رسول الله ﷺ أن على أصحاب الثمار حفظها بالنهار وضمن أصحاب الماشية ما أصابت ماشيتهم بالليل اختلف الناس في ذلك اختلافا كثيرا بيناه في كتاب الأحكام، ومسائل الخلاف. فإن كان داوود وسلمينا صلوات الله عليهما ضمنا على وجه، فقد ضمن محمد ﷺ على وجه، فيكون النسخ لو صح وجه حكم سليمان وداوود بخلاف حكم محمد عليهم السلام. فأما وقد خفي علينا لعدم الطريق الصحيحة بكيفية ذلك فلا نقول فيه بنسخ ولا موافقه والله أعلم.
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون﴾ الآيات الثلاث قال بعضهم: نسختها الآيات الثلاث بعدها: ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى﴾ وذلك أن قريشا لما سمعت الآيات الثلاث الأولى إلى قوله تعالى: ﴿وهم فيها لا يسمعون﴾ قالت قريش قد خصمنا محمدًا فإن عيسى والملائكة قد عبدت من دون الله. فأنزل الله: ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون﴾ إلى قوله: ﴿توعدون﴾ فبين