المشركون وهاجر إلى المدينة. فبقي ست سنين يعيرونهم به المنافقون فلما كان عام الحديبية خرج رسول الله ﷺ على أصحابه ووجهه يتهلل فقال: " لقد أنزلت على اليوم آية – أو قال: آيات – هي أحب إلى من حمر النعم، أو قال: مما طلعت عليه الشمس" قال له أصحابه: وما ذاك يا رسول الله؟ فقرأ عليهم ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وكان الله عليما حكيما﴾ فقال له أصحابه. ليهنك ما نزل فيك قد أعلمك الله ما يفعل بك فماذا يفعل بنا؟ فنزلت ﴿وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا﴾ ونزل ﴿ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ إلى قوله (عظيما) فقال المنافقون من أهل المدينة والمشركون من أهل مكة، قد أعلمه الله ما يفعله به وما يفعله بأصحابه، فماذا يفعل بنا؟ فنزلت: ﴿بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما﴾ ونزلت: ﴿ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء، عليهم دائرة السوء﴾ إلى آخر الآية. فقال عبد الله بن أبي: هبه غلب اليهود فكيف له قدرة بفارس والروم؟ فنزلت: ﴿ولله جنود السماوات والأرض﴾ أي هم أكثر من فارس والروم، وليس في كتاب الله كلمات منسوخة نسختها تسع آيات إلا هذه. وقد اختلف المفسرون في قوله: ﴿ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر﴾ فقال الأكثرون ما تقدم من ذنبك قبل الرسالة وما تأخر بعدها. وقال آخرون ما تقدم من ذنبك أي من ذنب أبيك آدم وما تأخر من ذنوب أمتك لأن به تيب على آدم وهو الشفيع لأمته، فتمنن عليه بذلك وقال