آخرون: ما تقدم من ذنبك، من ذنب أبيك إبراهيم، وما تأخر من ذنب النبيين فيه أيضا تيب عليهم.
وقال آخرون: ما تقدم من ذنبك يوم بدر وما تأخر من ذنبك يوم هوازن، وذلك أنه قال يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض أبدًا. فكان هذا الذنب المتقدم، وأما المتأخر فقال يوم هوازن، وقد انهزم أصحابه، لعمه العباس ولابن عمه أبي سفيان ابن الحارث: ناولاني كفا من حصباء الوادي: فناولاه فاستقبل به وجوه المشركين وقال شاهت الوجوه حم لا ينصرون وكانوا أربعين ألف فما بقي منهم رجل إلا امتلأت عيناه رملا وحصى، فانهزم القوم عن آخرهم. فلما رجع أصحابه إليه قال لهم: لو لم أرمهم لم ينهزموا، فنزلت ﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾ وقيل: هذا معارضة لقائل يقول: أثبت له الرمي ثم نفاه عنه. فالجواب عن ذلك أن الرمي يحتوي على أربعة أشياء، على القبض والإرسال والتبليغ والإصابة فكان القبض والإرسال من رسول الله ﷺ والتبليغ والإصابة من الله تعالى.
قال القاضي محمد بن العربي رضي الله عنه:
وليس هذا من النسخ في شيء وإنما هومن المشكل وقد أوضحناها في كتاب المشكلين بإيضاح بالغ على طريقة الكتاب ولسنا نخلي هذا المقام من ذكر ما يشفي من دائه لأجل تعرض هذا القائل وأشباهه لما ليس من بابه. وهاتان الآيتان نوضح معناهما على الانفراد، ثم نوضحه تارة أخرى على التركيب، ثم نبين، ما في كلام هذا القائل من الخلل والتشويه.
أما قوله تعالى: ﴿وما أدري ما يفعل بي ولا بكم﴾ فللعلماء فيه سبعة اقوال:
الأول: لا أدري هل أخرج وتخرجون أم لا.
الثاني: هل أقتل وتقتلون أم لا.


الصفحة التالية
Icon