ب. اختيار الحال الأصلح له: وأنفع ذلك ما كان في حال قيام الليل، يقول الشنقيطي - رحمه الله -: «لا يثبت القرآن في الصدر، ولا يُسَهِّل حفظه، ويُيَسِّر فهمه إلا القيام به في جوف الليل» اهـ (١).
وهكذا القراءة إذا كانت في صلاة فهي أفضل، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: «الصلاة أفضل من القراءة في غير الصلاة... ولكن من حصل له نشاط وفهم للقراءة دون الصلاة؛ فالأفضل في حقه ما كان أنفع له» (٢).
«كما أن من الناس من يجتمع قلبه في قراءة القرآن وفهمه وتدبره ما لا يجتمع في الصلاة، بل يكون في الصلاة بخلاف ذلك، وليس كل ما كان أفضل يشرع لكل أحد، بل كل واحد يشرع له أن يفعل ما هو أفضل له» (٣).
كما أن القراءة في حال الطهارة أفضل كما لا يخفى.
ج. تفريغ النفس من الشواغل المُشَوِّشَة للفكر والقلب.
د. الاستعاذة قبلها: وقد أورد لذلك الحافظ ابن القيم - رحمه الله - ثماني فوائد؛ منها:
«أن القرآن شفاء ما في الصدور، يُذهب لما يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة، فهو دواء لما أثَّره فيها الشيطان، فأُمر أن يطرد مادة الداء، ويُخلي منه القلب؛ ليصادف الدواء محلًّا خاليًا، فَيَتَمَكَّن منه، ويؤثر فيه... فيجيء هذا الدواء الشافي إلى القلب، وقد خلا من مُزاحِم ومُضَاد له، فَيَنْجَع فيه.
_________
(١) ذكره عنه الشيخ عطية سالم - رحمه الله -. ينظر: مفاتيح تدبر القرآن ص: ٥٠.
(٢) مجموع الفتاوى (٢٣/ ٦٢).
(٣) السابق (٢٣/ ٦٠).


الصفحة التالية
Icon