وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ - رحمه الله -: «وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين: هذه نزلت في عُبَّاد الأصنام، هذه نزلت في النصارى، هذه في الصابئة، فيظن الغُمر أن ذلك مُخْتَصّ بهم، وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا من أكبر الأسباب التي تَحُول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة» اهـ (١).
٢ - الورع البارد:
وذلك أن بعضهم ربما ترك التدبر تورُّعًا من القول على الله بلا علم.
يقول عن ذلك ابن هُبيرة - رحمه الله -: «من مكايد الشيطان: تنفيره عِبَاد الله من تدبر القرآن؛ لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مُخَاطَرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تَوَرُّعًا» اهـ (٢).
ولذلك قال ابن القيم - رحمه الله -: «ومن قال: إن له تأويلًا لا نفهمه ولا نعلمه وإنما نتلوه متعبِّدين بألفاظه، ففي قلبه منه حرج» اهـ (٣).
وقال الشِّنقيطي - رحمه الله -: «قول بعض متأخري الأصوليين:

إن تدبُّر هذا القرآن العظيم، وتفهمه والعمل به لا يجوز إلا للمجتهدين خاصة قول لا مُسْتَنَد له من دليل شرعي أصلًا.
بل الحق الذي لا شك فيه أن كل من له قدرة من المسلمين على التعلم والتفهم، وإدراك معاني الكتاب والسنة، يجب عليه تعلمهما، والعمل بما علم منهما...
_________
(١) تحفة الطالب والجليس (ص ٦٥)، وضمن الدرر السنية (١٢/ ٢٠٥).
(٢) ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٥٦).
(٣) التبيان ص: ٣٤٣.


الصفحة التالية
Icon