قال في الكشاف: «ورُوي أنّ قارئًا قرأ (غفور رحيم)، فسمعه أعرابي فأنكره -ولم يقرأ القرآن- وقال: إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا الحكيم! ! لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه» (١).
٣ - قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (٣٤)﴾ (النساء).
لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة، وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز، ختم الآية بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾، فَذَكَّر بعلوه وكبريائه ترهيبًا للرجال؛ لئلا يعتدوا على النساء، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها (٢).
قال القاسمي - رحمه الله -: «﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ فاحذروه؛ تهديد للأزواج على ظلم النسوان من غير سبب، فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم، وعجزن عن الانتصاف منكم؛ فالله علي كبير، قادر، ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن، فلا تغتروا بكونكم أعلى يدًا منهن، وأكبر درجة منهن، فإن الله أعلى منكم، وأقدر منكم عليهن، فخَتْمُ الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة» (٣).
_________
(١) الكشاف (١/ ٢٥٣)، وانظر: الإتقان في علوم القرآن (٣/ ٣٤٧).
(٢) ليدبروا آياته (١/ ٧٤).
(٣) محاسن التأويل (٣/ ١٠٠).