(٤) أن الصلاة شكر لنعمة البدن، والزكاة شكر لنعمة المال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «ولهذا يقرن الله بين الصلاة والزكاة تارة، وهي الإحسان إلى الخلق وبينهما وبين الصبر تارة، ولا بد من الثلاثة: الصلاة، والزكاة، والصبر؛ لا تقوم مصلحة المؤمنين إلا بذلك في صلاح نفوسهم وإصلاح غيرهم لا سيما كلما قويت الفتنة والمحنة، فالحاجة إلى ذلك تكون أشد» (١).
وقال ابن كثير - رحمه الله -: «الصلاة حق الله وعبادته، وهي مشتملة على توحيده والثناء عليه، وتمجيده والابتهال إليه، ودعائه والتوكل عليه، والإنفاقُ هو الإحسان إلى المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم» (٢).
قال السعدي - رحمه الله -: «إن الله تعالى يقرن بين الصلاة والزكاة؛ لكونهما أفضل العبادات، وأكمل القربات، عبادات قلبية، وبدنية، ومالية، وبهما يوزن الإيمان، ويعرف ما مع صاحبه من الإيقان» (٣).
٢ - قال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ (البقرة: ١٩٧).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «أَمَر الحاج بأن يتزودوا لسفرهم، ولا يسافروا بغير زاد، ثم نبههم على زاد سفر الآخرة، وهو التقوى؛ فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يُبَلِّغه إياه، فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى، فجمع بين الزادين» (٤).
_________
(١) مجموع الفتاوى (٢٨/ ١٥٤).
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ١٦٨ - ١٦٩).
(٣) تفسير السعدي (ص ٨٣).
(٤) إغاثة اللهفان (١/ ٥٨).


الصفحة التالية
Icon