٧ - قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)﴾ (البقرة).
قال الأصفهاني - رحمه الله -: «إنما قال: ﴿صَلَوَاتٌ﴾ على الجمع؛ تنبيهًا على كثرتها منه، وأنها حاصلة في الدنيا توفيقًا وإرشادًا، وفي الآخرة ثوابًا ومغفرة» (١).
٨ - قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠)﴾ (البقرة).
قال البغوي - رحمه الله -: «والحكمة في المشي دون الطيران كونه أبعد من الشبهة؛ لأنها لو طارت لتوهم متوهم أنها غير تلك الطير، وأن أرجلها غير سليمة. والله أعلم» (٢).
٩ - قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢)﴾ (البقرة).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «ونَبَّه بقوله: ﴿ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى﴾ على أن المَنَّ والأذى ولو تراخى عن الصدقة وطال زمنه، ضَرَّ بصاحبه ولم يحصل له مقصود الإنفاق، ولو أتى بالواو وقال: (ولا يتبعون ما أنفقوا منًّا ولا أذى)، لأوهمت تقييد ذلك بالحال، وإذا كان المَنّ والأذى المُتَراخِى مُبْطِلًا لأثر الإنفاق مانعًا من الثواب، فالمُقَارِن أولى وأحرى» (٣).
_________
(١) تفسير الراغب (١/ ٣٥٤).
(٢) تفسير البغوي (١/ ٣٢٤).
(٣) طريق الهجرتين (١/ ٣٦٦).


الصفحة التالية
Icon