١١ - قال تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣)﴾ (الأنعام).
قال السعدي - رحمه الله -: «ومن لُطْفِه أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه، ويُوصِلها إليه بالطُّرُق التي لا يَشْعُر بها العبد، ولا يسعى فيها، ويوصله إلى السعادة الأبدية، والفلاح السَّرْمَدي، من حيث لا يحتسب، حتى إنه يُقَدِّر عليه الأمور التي يكرهها العبد، ويتألم منها، ويدعو الله أن يُزِيلَها؛ لعلمه أن دينه أصلح، وأن كماله مُتَوَقِّف عليها، فسبحان اللطيف لما يشاء، الرحيم بالمؤمنين» (١).
١٢ - قال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)﴾ (الأعراف).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «ومن تدبر أحوال العالم، وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله - ﷺ -، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك، فسببه مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله - ﷺ -.
ومن تدبر هذا حق التدبر، وتأمل أحوال العالم منذ قام إلى الآن، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين؛ وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه، وفي حق غيره عمومًا وخصوصًا، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» (٢).
_________
(١) تفسير السعدي (ص ٢٦٨).
(٢) بدائع الفوائد (٣/ ١٥).