٦ - قال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨)﴾ (الحشر).
قال أبو بكر بن عَيَّاش - رحمه الله - (١): «أبو بكر الصديق خليفة رسول الله - ﷺ - في القرآن؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، فمن سَمَّاه الله صادقًا فليس يكذب، هم قالوا: يا خليفة رسول الله - ﷺ -» (٢).
٧ - قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)﴾ (الحشر).
قال السعدي - رحمه الله -: «ذَكَر الله في هذا الدعاء نَفْي الغِلّ عن القلب، الشامل لقليل الغِلّ وكثيره الذي إذا انتفى ثبت ضده، وهو المحبة بين المؤمنين والموالاة والنصح، ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين» (٣).
«والمُراد بدعاء اللَّاحِق للسابق، والخَلَف للسلف: أنهم متبعون لهم، أو هو تعليم لهم بأن يدعوا لمن قبلهم، ويذكروهم بالخير» (٤).
_________
(١) هو: أبو بكر بن عياش الكوفي المُقرئ الأسدي الحَنَّاط: اختُلِف في اسمه على عشرة أقوال؛ أصحها قولان: أن اسمه كنيته، أو شُعبة، كان من مشاهير القراء، وقرأ القرآن ثلاث مرات على عاصم، وكان عالمًا فقيهًا في الدين، توفي سنة: ١٩٣ هـ. انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي (١/ ٨٠ - ٨٣)، الأعلام للزركلي (٣/ ١٦٥).
(٢) تاريخ دمشق (٣٠/ ٢٩٨).
(٣) تفسير السعدي (ص ٨٥١).
(٤) حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٨/ ١٧٩).