قال الشنقيطي - رحمه الله -: «قال بعض أهل العلم: أرجى آية في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ آية الدَّيْن، وهي أطول آية في القرآن العظيم، وقد أوضح الله - تبارك وتعالى - فيها الطُّرُقَ الكفيلةَ بصيانة الدَّيْنِ من الضياع ولو كان الدَّيْنُ حقيرًا؛ كما يدل عليه قوله تعالى فيها: ﴿وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ﴾ الآية (البقرة: ٢٨٢)؛ قالوا: هذا من المحافظة في آية الدَّيْنِ على صيانة مال المسلم، وعدم ضياعه ولو قليلًا يدل على العناية التَّامَّةِ بمصالح المسلم، وذلك يدل على أن اللَّطيف الخبير لا يُضَيِّعُهُ يوم القيامة عند اشتداد الهولِ، وشدة حاجته إلى ربه» (١).
يعني: أنه إذا احترز لماله من أجل حِفْظِه؛ فذلك يدل على أن حِفْظ عبده المؤمن من باب أولى.
٤ - قال تعالى: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (آل عمران: ١٧).
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: «قد أمر الله سبحانه عباده أن يَخْتِمُوا الأعمال الصالحات بالاستغفار؛ فكان النَّبِيُّ - ﷺ - إذا سلَّمَ من الصلاة يستغفر ثلاثًا ويقول: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْك السَّلَامُ، تَبَارَكْت يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» (٢)؛ كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عنه، وقد قال تعالى: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾، فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار.
وكذلك ختم سورة المزمل -وهي سورة قيام الليل- بقوله تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٠)﴾ (المزمل)» (٣).
_________
(١) أضواء البيان (٦/ ١٨٣).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه (٥٩١).
(٣) مجموع الفتاوى (١١/ ٢٥٤).


الصفحة التالية
Icon