٤ - قال تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (٨٣)﴾ (التوبة).
قال الشنقيطي - رحمه الله -: «عاقب الله في هذه الآية الكريمة المُتَخَلِّفِين عن غزوة تبوك بأنهم لا يُؤْذَن لهم في الخروج مع نبيه - ﷺ -، ولا القتال معه - ﷺ -؛ لأن شُؤْم المُخَالَفة يُؤَدِّي إلى فَوَات الخير الكثير» (١).
٥ - قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)﴾ (النحل).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «وقد ضَمِن الله سبحانه لكل من عمل صالحًا أن يُحييه حياة طيبة، فهو صادق الوعد الذي لا يُخْلِف وعده، وأي حياة أطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها وصارت هَمًّا واحدًا في مَرْضَاة الله، ولم يتشعب قلبه؟ ! بل أقبل على الله، واجتمعت إرادته وأفكاره التي كانت مُتَقَسِّمة بكل واد منها شُعبة على الله، فصار ذِكْره بمحبوبه الأعلى، وحُبّه والشوق إلى لقائه والأُنْس بقُربه هو المُسْتَولي عليه، وعليه تدور همومه وإرادته وقُصُودُه بكل خطرات قلبه، فإن سكت سكت بالله، وإن نطق نطق بالله، وإن سمع فبه يسمع، وإن أبصر فبه يبصر، وبه يَبْطِش، وبه يمشي، وبه يسكن، وبه يحيا، وبه يموت، وبه يُبعث» (٢).
٦ - قال تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)﴾ (السجدة).
_________
(١) أضواء البيان (٢/ ١٤٧).
(٢) الجواب الكافي (٢٧٧/ ٢٧٨).


الصفحة التالية
Icon