١- كونهما مشهودين أي يحضرهما ملائكة الليل والنهار، يلتقون فيهما ويتعاقبون على ابن آدم على نحو ما ورد في حديث أبي هريرة بلفظ: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم، وهو أعلم. كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون" (١). ولا وجه لما ذكره الشهاب من أن دلالة الحديث "على ما ذكر محل نظر" (٢) على اعتبار أن عروجهم يتنافى مع كون الوقتين مشهورين بحضورهم.. ذلك لأن الحديث نص في الطريقة التي يكونون عليها أثناء حضورهم وشهودهم على بني البشر فضلاً عن أنه كذلك نصٌّ في الصلاة التي تكون بوقتي الغداة والعشي. إذ ليسا إلا الفجر والعصر كما سبق تقريره، قال ابن بطال فيما نقله عنه ابن حجر "خَصّ هذين الوقتين لاجتماع الملائكة فيهما ورفعهم أعمال العباد لئلا يفوتهم هذا الفضل العظيم" (٣).

(١) أخرجه البخاري ٥٥٥، ٧٤٢٩، ٧٤٨٦، ٧٢٢٣، ومسلم ٦٣٢، والنسائي ١/٢٤٠، ٢٤١، وأحمد ٢/٤٨٦، ٢٥٧، ٣٤٤، وابن حبان ١٧٣٧، ومالك ١/١٧٠، والبغوي ٣٨٠.
(٢) حاشية الشهاب ٧/٤٩٥.
(٣) فتح الباري ٢/٢٦.


الصفحة التالية
Icon