٢- أنهما مجامع أوقات الصلاة يقول الآلوسي فيما نقله عن بعض أهل العلم: "يجوز أن يقال: تخصيص هذين الوقتين بالذكر دل على اختصاصهما بمزيد شرف، فيصلح ذلك الشرف سبباً لتعيينهما للصلاة والعبادة، فإن لفضيلة الأزمنة والأمكنة أثراً في فضيلة ما يقع فيهما من العبادات" ويعلق الآلوسي على ذلك بالقول: "وهذا عندي أصفى مما تقدم" (١) يعني من حمل التسبيح على ظاهر معناه من التنزيه والتسبيح لله سبحانه، ويشعر به ما أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردوديه عن ابن عباس في فضل صلاة الضحى وتعيين وقتها والاستدلال عليها من خلال قوله تعالى: (يسبحن بالعشي والإشراق.. ص/١٨) على ما سيأتي بيانه، كما يشعر به ما ورد عن بعض أهل العلم في المراد بالوقتين فقد قال الحسن: أريد بهما ركعتان بكرةً كانتا قد فرضتا بمكة وركعتان مثلهما عشية (٢)، و"قال قتادة أريد بهما صلاة الغداة -أي الفجر- وصلاة العصر" (٣)، ومن الأحاديث التي وردت في فضلهما وفي تعيين وقتهما قوله- ﷺ - (٤) :(من صلى البردين (٥) دخل الجنة) زاد في رواية مسلم: (يعني العصر والفجر)، وأصرح منه حديث عمارة بن روبية وفيه: (لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) (٦) يعني الفجر والعصر، ورواه الشيخان بلفظ: (من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وجبت له الجنة) (٧).. وليس في هذا من الإشكال في الحمل على الحقيقة أوالمجاز، ما
(٢) ينظرالآلوسي ٢٤/١١٨ مجلد ١٣.
(٣) السابق.
(٤) فيما أخرجه البخاري ٥٧٤، ومسلم ٦٣٥، وأحمد ٤/٨٠، والدارمي ١/٣٣١، وابن حبان١٧٣٩.
(٥) قال الخطابي فيما نقله عنه ابن حجر سميتا بردين لأنهما تُصليان في بردي النهار وهما طرفاه حين يطيب الهواء ويذهب الحر [ينظر فتح الباري ٢/٤٢].
(٦) أخرجه مسلم٦٣٤وأحمد٤/٢٦١وأبو داود٤٢٧وابن أبي شيبة٢/٣٨٦وابن حبان١٧٣٨.
(٧) أخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع ١/٣١٨ برقم ١٧٨٩ من حديث عمارة بن رويبة أيضاً.