فهناك من الآيات الآتية على هذا النمط ما ينصبّ حديثها حول تواقيت الصلاة، سيما ما ذكر فيها الوقتان بلفظ (الطرف) الذى يعنى أول النهار أوآخره، سواء ما جاء منه على صيغة التثنية كما في قوله سبحانه: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل.. هود/١١٤)، أو بأسلوب الجمع كما في قوله عز من قائل: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار.. طه/١٣٠).. وكذا ما ذكرا فيه بلفظ (قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) كما فى الآية سالفة الذكر، ونظيرها في قوله سبحانه: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ومن الليل فسبحه وأدبار السجود.. ق/٣٩، ٤٠).. أو ما كان نصّاً في سرد أوقات الصلاة الأخرى مما هو في معنى ما ذكر كما الحال في قوله تعالى: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون.. الروم/١٧، ١٨).. فمثل هذا يجمل حمل الأمر بالتسبيح فيه على معنى الصلاة إذ ليس ثمة ماهو أدل على تحديد مواقيت الصلاة على وجه التقصّي كتاباً وسنة، من حركة الشمس بكرةً وأصيلاً وما يحدث إبان دوران الأرض حولها وما يطرأ على الأرض إثر غروبها من تغيرات كونية وتعاقبٍ الليل والنهار.