وهذا فيما أرى أدق مما ساقه صاحب اللسان وصاحب بصائر ذوي التمييز بأسلوب التضعيف (١)، بل وساقه الأصفهاني بدونه من أنه (من زوال الشمس إلى الصباح) (٢)، حيث أفرده الأخير بالذكر في الدلالة على هذا المعنى ولم يذكر غيره.. فإن ذلك يرد عليه ما أفاده سياق الآيات التي جاءت فيها هذه المفردة مع ما قابلها، حيث وقع التسبيح فيهما عطفاً على الذكر المطلق كما في نحو قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراُ وسبحوه بكرة وأصيلاً.. الأحزاب/٤١، ٤٢) والعطف - على ما هو معلوم - يقتضي المغايرة، وعليه فالمعنى- والله تعالى أعلم بمراده- اذكروا الله أيها المؤمنون في كل وقت وخصوا هذين الوقتين بما هو أدل على كمال نعمته ودلائل قدرته وعجيب صنعه بتنزيهه تعالى وتسبيحه.
(١) السابق وينظر بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي ٤/٦٩.
(٢) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص ٣٣٥ وينظر التحرير والتنوير ٧/٢٤٧ مجلد ٤.
(٢) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص ٣٣٥ وينظر التحرير والتنوير ٧/٢٤٧ مجلد ٤.