تفسير بعض الآيات، أنه قرأ خمسة وعشرين تفسيرًا (١)، ليطلع على ما كنبه الأوائل. ومع هذا فقد يكون له رأيه الخاص، دون أن يتأثر بأحد فقد قصد إلى تجلية معاني القرآن للمسلمين، دون حواجز وعقبات تحول بينهم وبين قطوفه الدانية.
وقد كتب كل من الشيخ محمد رشيد رضا، والمستشرق جولدزيهر، والدكتور محمد حسين الذهبي، والدكتور محمد البهي، والدكتور عبد الله شحاته في وصف منهج الشيخ محمد عبده، وجمع تلك الكتابات عبد الغفار عبد الرحيم في كتابه: الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير، وكان له رأي في وصف منهج الإمام، وجميع ما كتب يعود لأصول واضحة في منهجه في تفسير كتاب الله، وإن اختلفت التعبيرات والألفاظ في وصف المنهج، حيث اختصر بعضهم ما توسع فيه الآخرون وبيَّن بعضهم ما أجمله الآخرون.
والذي أراه أن منهج الإمام يتضح في الخصائص التالية:
١ - نظرته للسورة القرآنية على أنها وحدة كاملة:
يعد الأستاذ الآية بل السورة بل القرآن كله وحدة تامة. فلم يكن يرضى بتجزئة السور والآيات الكريمة كما رأينا عند بعضهم، من تجزئتهم للآية الواحدة، وأنها تشتمل على ناسخ ومنسوخ في الوقت نفسِه. وهذه ضرورية في تجلية معاني القرآن، حتى لا يكون القرآن خليطًا متنافرًا لا تربط بين آياته رابطة. يقول الأستاذ عثمان أمين (٢):
إن الإمام كان يميل في التفسير إلى أخذ آيات القرآن جملة، ويرى أنه إذا كنا بحاجة إلى معرفة أسباب النزول في آيات الأحكام، فإن معرفة الوقائع والحوادث

(١) المنار جـ ٥ ص ١١٩ - ١٢٠.
(٢) محمد عبده رائد الفكر المصري، ط ٢، ١٩٦٥ م.


الصفحة التالية
Icon