معناه أن يسمع بي، (وحكيم) رجل من بني سليم كانت قريش وَلَّته الأخذ على يد السفهاء).
وقوله عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ [البقرة: ٥٥]: (ومما يدل على أنه قد يكون مصعوقًا -وهي حي غير ميت- قول الله عز وجل: ﴿وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف: ١٤٣] يعني مغشيًا عليه، ومنه قول جرير:

وهل كان الفرزدق غير قرد أصابته الصواعق فاستدارا
ومثال نقله عن الصحاح قوله عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿قَال إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا﴾ [البقرة: ٧١]: (وفي الصحاح الشية: كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله، والجمع: شيات، يقال: ثور أشيه كما يقال فرس أبلق).
ثانيًا: عنايته بالقضايا النحوية:
يعرض القاسمي رحمه الله تعالى في تفسيره لقضايا النحو ذات الصلة بالآيات القرآنية التي يفسرها، وهو إذ يتحدث عن ذلك يتحدث بشيء من الإيجاز من دون توسع، وقد يتوسع أحيانًا في إعراب بعض الألفاظ القرآنية فيذكر وجوه الإعراب المختلفة.
ومن الأمثلة على ذلك قوله عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ [البقرة: ٢٦]: (وبعوضة) بدل من (مثلًا) أو هما مفعولا (يضرب) لتضمنه معنى الجعل والتصيير).
وقوله عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾ [البقرة: ١٣٨]، (صبغة الله مصدر مؤكد منتصب عن قوله: (آمنا به).
وقوله عند تفسيره لآيات الصيام ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: ١٨٤] نصب على الظرف أي: كتب عليكم الصيام في أيام معدودات).


الصفحة التالية
Icon