وتعريضًا له للتعديل والجرح، اللذين يرافقان عادة الأبحاث العلمية على غير طائل ولا ضرورة".
وفي معرض تعليقه في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالةٍ مِنْ طِينٍ (١٢)﴾ [المؤمنون: ١٢]، وما بعده من سورة المؤمنون (١)، على ما أورده المفسرون من بيانات، نسبوها إلى بعض الصحابة والتابعين، عن كيفية استلال قطعة الطين، وإرسال جبريل ثم ميكائيل ثم عزرائيل إلى الأرض لهذه المهمة يقول: "فيها الغريب والعجيب وليس لما أوردوه سند وثيق، الموضوع من المغيبات التي لا تصح إلا بمثل ذلك".
ويعود بعدها للتعليق على الذين يميلون إلى استنباط الأسرار والفنون من القرآن، والتوفيق بينه وبين النظريات العلمية والفنية والذين يحاولون أن يستدلوا من هذه الآيات، على كون الإنسان إنما صار إنسانًا، بعد سلسلة طويلة جدًّا من التحولات، بدأت من نشوء الحياة من الماء والطين فيقول: "ونرى في هذا تكلفًا وتحميلًا للعبارة غير ما تحتمل" (٢) ثم يؤكد أولوية الوقوف عند ما وقف عنده القرآن، فيقول: "وإن الأولى الوقوف منها عند ما وقف عنده القرآن مع ملاحظة هذا الهدف البارز فيها، وأنه لا طائل من التزيد والتخمين وتحميل العبارة غير ما تحتمل، ونرى ذلك إخراجًا للقرآن من نطاق قدسيته وأهدافه كما رأينا في كل الشؤون المماثلة".
وفي معرض تعليقه على موضوع خلق السموات والأرض يقول (٣): "هذا ولقد احتوت كتب التفسير بيانات، في سياق تفسير هذه السورة والسور الأخرى التي ورد فيها موضوع خلق السموات والأرض، في صدد ماهية الأرض والسموات، وصلة بعضهن ببعض، والمسافات التي تفصل بين كل سماء وأخرى،
(٢) التفسير الحديث، ج ٦، ص ١٩٣.
(٣) التفسير الحديث، ج ٢، ص ٤٥.