فيها كثير من التزيد، ومعظمها غير مستند إلى أسفار وثيقة، ويفيد ما لا ينطبق على ما هو معروف علميًّا".
وكذلك قوله عند تعليقه على آية ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥)﴾ [السجدة: ٥] (١): "يمكن أن يتبادر منها، أنها قد جاءت للتقريب إلى الأذهان، التي اعتادت أن تقيس الأمور بالحركات والأبعاد والأيام".
ويعلق على موضوع خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام في آية ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)﴾ [ق: ٣٨] فيقول (٢): "إن الإشارات القرآنية، تلهم أن من مقاصدها، التذكير بقدرة الله وعظمته، أكثر من قصد تقرير المدة والكيفيات لذاتها. وفي الآية التي نحن بصددها، وفي آيات سورة فصلت التي أوردناها دليل قوي على ذلك".
وهو يرى من كل ما تقدم، أن ما ورد في آيات كان بسبيل التقريب والتمثيل (٣).
تعليقنا على هذا المنهج:
من استعراض تلك النماذج، ندرك أن المفسر قد وقع في أخطاء ومنزلقات لا تقل عن تلك التي عاب بها، فإنه يكتب وهناك فكرة تسيطر عليه وهي: أن القرآن، لم يأتِ بفهم جديد على أفهام العرب ومدركاتها. وإذن فكل ما قرره القرآن إنما هو على سبيل الوعظ أولًا، وليس لتقرير الحقائق الكونية وبيان نواميسها، ثانيًا. وأنه جاء على سبيل التقريب والتمثيل ثالثًا. وتلك أمور تحمل في طياتها أخطارًا جسيمة وأغلاطًا منهجية. ذلك لأن المنهج القرآني في تقرير الحقائق إنما هو منهج سماوي،
(٢) التفسير الحديث، ج ٢، ص ٤٤.
(٣) التفسير الحديث، ج ٥، ص ٣٧.