تغيير القبلة إلى الكعبة لا يعني سوى التحويل عن ذات الله، فأبطل الله زعمهم هذا بإعلانه للناس أن المشارق والمغارب والجهات جميعًا لله رب العالمين" (١).
وعند قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ [البقرة: ١٥٨]، قال: "كان السعي بين الصفا والمروة من بين شعائر الحج التي علمها الله لإبراهيم -عليه السَّلام-، لكن الناس حين بدؤوا يشركون بالله آلهة باطلة بنوا على الصفا والمروة معابد، ووقفوها على اثنين من أصنامهم هما (آساف) و (نائلة)، وكانوا يطوفون بهما تقديسًا وإجلالًا، فلما اعتنق العرب الإسلام تساءلوا هل كان السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج أصلًا أم أنه من بدع الوثنيين؟ وهل هذا السعي شرك بالله أم لا؟
ويظهر من رواية للسيدة عائشة -رضي الله عنها- أن أهل المدينة كانوا يكرهون السعي بين الصفا والمروة قبل إسلامهم، أما وقد جعلت الكعبة قبلة المسلمين فقد أذهب الله عن أذهانهم ما أساؤوا فهمه حول السعي بين الصفا والمروة، وأنبأهم أن هذه الشعيرة هي من شعائر الحج منذ عهد إبراهيم -عليه السَّلام-، وليست من ابتداع الجاهلية من بعده" (٢).
إقلاله من الاستشهاد بالأحاديث:
بشكل عام يُلحظ أن استشهاده بالأحاديث النبوية الشريفة أمر نادر، وإنْ ذكر حديثًا فلا يذكر سنده وأحيانًا قليلة يشير إلى المصدر، ولا يبين درجة الحديث من حيث الصحة والضعف.
وأحيانًا يروي الحديث بالمعنى، من ذلك أنه قال عند تفسيره للآية الكريمة: ﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [آل عمران: ١٧٠]، "هناك حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مروي
(٢) المرجع السابق، ص ١١٤.