جملة ما جعل للقصة رواجًا هو عجز بعض المفسرين عن فهم الآيات، فرأوا في القصة توجيهًا سهلًا للآيات فساروا عليه" (١).
وعلى كل حال فإن العناية بالتفسير المأثور واضحة في تفسير الأساس، حتى إن الشيخ أحيانًا يفرد عنوانًا خاصًّا لها، فيقول: "أحاديث وآثار"، وهذا يدل على حرصه على ذكره ولفت النظر إليها.
موقفه من أسباب النزول:
وهذه المسألة مرتبطة بما قبلها ارتباطًا وثيقًا، لكنّا أحببنا أن نُفردها لإظهار اهتمامه بهذا لأمر، فهو غالبًا ما يفرده بعنوان مستقل، فيقول: "سبب نزول الآية"، وقد لا يفرده بعنوان مستقل فيذكره ضمن الفوائد التي تعقب تفسير الآيات، وأحيانًا نجده يذكر أكثر من سبب نزول للآية الواحدة - إنْ وُجد -، وجدير بالذكر هنا أنه كثيرًا ما يستعين بتفسير ابن كثير في روايات أسباب النزول؛ إذ كان تفسير ابن كثير من مصادره الرئيسة التي استعان بها.
من ذلك ما جاء في سبب نزول قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: ١١]، قال: "في سبب نزول هذه الآية قال ابن كثير: روى الإمام أحمد عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت في بني سلمة ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾، قال: قدم رسول الله - ﷺ - المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فكان إذا دعا أحدًا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا: يا رسول الله إنه يغضب من هذا، فنزلت ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [رواه أبو داود] (٢).
(٢) الأساس، ٩/ ٥٤٢٩.