موقفه من الإسرائيليات:
جرى جمهور العلماء على أن الأخبار الإسرائيلية تنقسم أقسامًا ثلاثة: ما يُعلم صحته، ما يُعلم كذبه، ما هو مسكوت عنه.
ومنهج الشيخ سعيد في هذه المسألة أنه يرفض الإسرائيليات بشكل عام، فنراه عند تفسير قصة داود من سورة (ص) ينقل رواية عن اليهود، ويرفضها ويصفها بأنها من رجاسات اليهود: "في الإصحاح الحادي عشر والثاني عشر من سفر صموئيل الثاني تذكر قصة فيها بعض كلمات القصة القرآنية، وفيها رجاسات اليهود، إذ يذكر الإصحاح الحادي عشر أن داود زنى بامرأة "أوريا" قائده، ودفع بـ "أوريا" ليُقتل، ثم يذكر الإصحاح الثاني عشر ضم داود زوجة "أوريا" إليه، وعتاب "ناثان" النبي له على ذلك.
ويذكر الإصحاح هنا فكرة النعجة الواحدة والنعاج الكثيرة، وكثير مما ذكر في كتب العهد القديم أو الجديد كلام لا قيمة له من الناحية العلمية، إذ يخالف الحق الذي أنزله الله في القرآن، ويكفي لرفضه ومعرفة قيمته الخسيسة ذكر أن داود - عليه السلام - زنى بامرأة "أوريا" في حياة زوجها، وزوجها يقاتل في سبيل الله، مما لا يفعله أخس الناس- فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين - بما يفترون على رسل الله" (١).
ففي هذا المثال وجدنا الشيخ يرفض ما جاء عن اليهود، لأنه يخالف الحق الذي نعلمه، ولكنه يرى جواز الاستئناس بشيء منها إذا وافق الحق الذي نعلمه، ويقول في هذا: "لا نجد في أسفار العهد القديم شيئًا يشير إلى موضوع استعراض الخيل من قِبَل سليمان - عليه السلام - حتى نستأنس بشيء إذا وافق الحق الذي نعلمه، وهيهات أن تجد فيها الكثير، بل إنك لتجد فيها الكذب الكثير... وأما سكوت أسفار العهد القديم فليس أمامنا إلا الفهم من ألفاظ النص القرآني ضمن القواعد العامة" (٢).
(٢) الأساس، ٨/ ٤٧٩٤.