وكسرها مع الإشباع، وضمها من غير إشباع، وضمها مع الإشباع (١).
والريب مصدر رابني فلان، إذا رأيتَ منه الريبة، والاسم: الرِّيبة بالكسر. والرَّيْبُ، واللَّبْسُ، والشَّكُّ، نظائرُ في اللغة.
و﴿لَا رَيْبَ﴾ نفي عام وفيه للخصوص معنًى. والمعنى: لا ريب فيه عند من وفقه الله (٢).
وقيل: لا سبب ريبٍ فيه من تناقضٍ أو غيره، فحُذف المضاف (٣).
وقيل: لفظه نفي ومعناه نهي، أي: لا ترتابوا فيه، كقوله تعالى: ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ﴾ (٤). أي: لا ترفثوا ولا تفسقوا (٥).
وقوله: ﴿فِيهِ هُدًى﴾ ترفع ﴿هُدًى﴾ بالابتداء، والخبر ﴿فِيهِ﴾، أو بفيه على رأي أبي الحسن (٦)، فيكِون الظرف على هذا خاليًا من الضمير. ويوقف في كلا الوجهين على ﴿لَا رَيْبَ﴾: أو بأنه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو هدى، فيوقف على ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾، أو خبر مع ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ لـ ﴿ذَلِكَ﴾، كما تقول: هذا حلو حامض. أي قد جمع الطعمين قال:
٢٧ - مَنْ يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي | مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي (٧) |
انظر معاني الأخفش ١/ ٢٧ - ٢٨، وإعراب النحاس ١/ ١٢٩، والمحرر الوجيز ١/ ٩٨ - ٩٩.
(٢) انظر المحرر الوجيز ١/ ٩٨.
(٣) قاله الطبري في جامع البيان ١/ ٣٦، وذكره أبو حيان ١/ ٣٧ عن بعضهم.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٩٧.
(٥) كذا قال البغوي ١/ ٤٥، وانظر المحرر الوجيز ١/ ٩٨، وزاد المسير ١/ ٢٣، ونسه إلى الخليل وابن الأنباري.
(٦) ذكره عنه وعن الكوفيين صاحب البيان ١/ ٤٦.
(٧) الرجز لرؤبة، وهو من شواهد سيبويه ٢/ ٨٤، والفراء ٣/ ١٧، ومجاز القرآن ٢/ ٢٤٧، =