أحدها: أن تكون كافة، ليحسن بعدها وقوع المعرفة والفعل، لأن رب تجر ما بعدها، ولا تدخل على المعرفة، ولا على الفعل، فلما لحقتها (ما) كفتها عن عملها، وحسن دخولها عليهما في نحو: ربما زيد قائم، وربما قام زيد، وربما رجل قام، فكفتها عن عملها كما ترى، ولما كانت رب إنما تأتي لما مضى، وجب أن تكون (ربما) كذلك تدخل على الماضي، كقوله:
٣١ - رُبَّما أوفيتُ في عَلَمٍ | تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ (١) |
والثاني: أن تكون (ما) في (ربما) زائدة ملغاة، فتجر ما بعدها بربّ، تقول: ربما رجلٍ أكرمته، وربما طعامٍ أكلته، فتجر ما بعدها بها كما ترى، قال الشاعر:
٣٢ - رُبَّما ضَرْبَةٍ بسيفٍ صقيلٍ | دُونَ أُخْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلاءِ (٣) |
والثالث: أن تكون (ما) في ربما نكرة بمعنى شيء، كما قال الشاعر:
٣٣ - رُبَّما تَكْرَهُ النفوسُ من الأَمـ | ـــر لَهُ فَرْجَةٌ كحَلِّ العِقالِ (٤) |
(١) نُسب إلى الملك جذيمة الأبرش أو عمرو بن هند، وهو من شواهد سيبويه ٣/ ٥١٨. ونوادر أبي زيد / ٢١٠/، والمقتضب ٣/ ١٥، والمؤتلف والمختلف/ ٣٤/، والحجة ٥/ ٣٨، وإيضاح الشعر للفارسي/ ٤٢٧/، والصحاح (شمل)، والمقتصد ٢/ ٨٣٤، والمفصل/ ٣٩٥/، والعلم: الجبل، والشمالات: جمع شمال وهي الريح.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٢.
(٣) هذا الشاهد ضمن أبيات ساقها المرزباني في معجم الشعراء/ ٢٥٢/ لعدي بن الرعلاء الغساني، وفيه: (بين بصرى) بدل: دون أخرى، وانظر الشاهد في المغني رقم (٢٣٣) والأشموني ٢/ ٢٣١، والخزانة ٩/ ٥٨٢، وبصرى: بلد بالشام، وطعنه نجلاء: أي: واسعة.
(٤) تقدم هذا الشاهد برقم (٢٩).
(٢) سورة الحجر، الآية: ٢.
(٣) هذا الشاهد ضمن أبيات ساقها المرزباني في معجم الشعراء/ ٢٥٢/ لعدي بن الرعلاء الغساني، وفيه: (بين بصرى) بدل: دون أخرى، وانظر الشاهد في المغني رقم (٢٣٣) والأشموني ٢/ ٢٣١، والخزانة ٩/ ٥٨٢، وبصرى: بلد بالشام، وطعنه نجلاء: أي: واسعة.
(٤) تقدم هذا الشاهد برقم (٢٩).