واللقاء للشيء، والاجتماع معه، والحضور معه، نظائر في المعنى.
﴿وَإِذَا خَلَوْا﴾: أصله (خَلَوُوا) فاستثقلت الحركة على الواو فحذفت، وحذفت الواو التي هي اللام لالتقاء الساكنين. وقيل: بل قلبت أَلِفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف كراهية اجتماع الساكنين، وبقيت الفتحة قبلها تدل عليها.
وخلوتُ بفلان، وإليه، ومعه: إذا انفردتَ معه، غير أن خلوت به أكثر استعمالًا من خلوت إليه.
فإن قلت: فإن كان الأمر على ما زعمتَ، فلِمَ جيء هنا بإلى دون الباء؟ قلتُ: قيل: إنما جيء بإلى دون الباء هنا ليدل الكلام على معنى الابتداء والانتهاء، لأن أول لقائهم كان للمؤمنين، ثم لرؤسائهم، كأنه قيل: وإذا خلوا من المؤمنين إلى شياطينهم (١).
وقيل: ﴿إِلَى﴾ بمعنى (مع) كقوله تعالى: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ (٢)، أي مع الله، ومنه قول الشاعر:
٤٧ - إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ | لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبني رِضَاها (٣) |
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٥٢.
(٣) نسب هذا البيت لقحيف العجيلي، شاعر إسلامي، وانظره في مجاز القرآن ٢/ ٨٤، ومعاني الأخفش ١/ ٥١ و ١٤٠، ونوادر أبي زيد/ ١٧٦/، وأدب الكاتب/ ٥٠٧/، والكامل ٢/ ٧٢٢، والمقتضب ٢/ ٣٢٠، وتفسير الطبري ١/ ١٣١، وجمهرة اللغة ٣/ ١٣١٤، والخصائص ٢/ ٣١١، والمحتسب ١/ ٥٢، والصحاح (رضي)، وشرح الحماسة للمرزوقي ٣/ ١٤٦٢، والمخصص ١٤/ ٦٥، والإنصاف ٢/ ٦٣٠، وروي: (لعمرو أبيك) في مجاز القرآن. (وبنو نمير) في الجمهرة، ولم أجدها لغيرهما، ولم يشر صاحب الخزانة ١٠/ ١٣٢ - ١٣٩ لهذا على الرغم من سعة اطلاعه.